مراحل نمو الفاصولياء بالتفصيل

مراحل نمو نبتة الفاصولياء

تعتبر نبتة الفاصولياء من المحاصيل الزراعية الهامة ذات القيمة الغذائية العالية، فهي من البقوليات التي تزود الإنسان بالبروتينات النباتية، والألياف، والفيتامينات، إلى جانب فوائدها في تحسين خصوبة التربة عبر تثبيت النيتروجين. تتطلب زراعة الفاصولياء فهماً دقيقاً لمراحل نموها المختلفة لضمان الحصول على محصول جيد ومثمر، وتتأثر هذه المراحل بعوامل متعددة منها المناخ، والتربة، والري، وطريقة الزراعة.

في هذا المقال، سنستعرض مراحل نمو نبتة الفاصولياء بشكل مفصل، مع شرح العمليات الحيوية التي تحدث في كل مرحلة، مما يساعد المزارع والعاملين في المجال الزراعي على تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة.

1. مرحلة الإنبات (Germination)

تبدأ دورة حياة نبتة الفاصولياء من بذرتها التي تحتاج إلى ظروف مناسبة للإنبات، وتشمل هذه الظروف:

• درجة الحرارة: تحتاج بذور الفاصولياء إلى درجة حرارة تتراوح بين 15-30 درجة مئوية لتبدأ الإنبات.

• الرطوبة: توفر الماء ضروري جداً لعملية إنبات البذرة، إذ يمتص البذرة الماء لبدء تنشيط الإنزيمات التي تسرع نمو الأنسجة النباتية.

• الأكسجين: وجود الأكسجين ضروري لعمليات التنفس الخلوي داخل البذرة.

خلال هذه المرحلة، يمتص الجنين الماء في عملية تسمى “التمهيد المائي” (Imbibition)، فينتفخ ويبدأ الغلاف الخارجي للبذرة بالانفجار، ويبدأ الجذر الابتدائي (المُهْرِق) في الظهور ليغرس نفسه في التربة. يتبع ذلك خروج الساق الأولى (الزهير)، التي ستظهر فوق سطح التربة.

2. مرحلة الإنبات المبكر والنمو الأولي (Seedling Stage)

تبدأ النبتة الصغيرة بالنمو فوق سطح التربة، حيث تبرز الأوراق الأولى المعروفة بالأوراق الفلقية (Cotyledons)، وهي أوراق تخزينية كانت تغذي الجنين خلال مرحلة البذرة، لكنها تلعب دوراً رئيسياً في تمكين النبات من القيام بعملية البناء الضوئي.

خلال هذه المرحلة:

• تبدأ جذور النبتة في التعمق في التربة والانتشار لتثبيت النبات وجمع الماء والمغذيات.

• تنمو الساق الأولى، وتبدأ الخلايا النباتية في الانقسام والتمايز لتكوين أنسجة جديدة.

• تظهر الأوراق الحقيقية الأولى التي تكون أكثر كفاءة في عملية التمثيل الضوئي.

الإنبات المبكر هو فترة حساسة لأن النبات الصغير يكون عرضة للإجهادات البيئية مثل الجفاف أو الفيضانات أو الآفات.

3. مرحلة النمو الخضري (Vegetative Growth)

تتميز هذه المرحلة بزيادة كمية الأنسجة الخضرية للنبتة، حيث يبدأ النبات في تكوين المزيد من الأوراق والساق، ويتعزز النظام الجذري.

النمو في هذه المرحلة يشمل:

• تطور الأوراق: تزداد مساحة الأوراق لتتمكن من امتصاص أكبر كمية من ضوء الشمس، وهذا يعزز إنتاج الغذاء من خلال البناء الضوئي.

• تطور الجذور: ينتشر النظام الجذري بشكل أكبر ويعمق ليجمع المياه والمعادن الضرورية.

• تكوين الساق: يزداد طول الساق ويصبح أكثر قوة لدعم الأفرع والزهور فيما بعد.

هذه المرحلة تعتمد بشكل كبير على توفير الظروف البيئية المناسبة من حيث الإضاءة والري والعناصر الغذائية.

4. مرحلة الإزهار (Flowering)

يعتبر الإزهار نقطة التحول الأساسية في دورة حياة نبتة الفاصولياء، إذ يبدأ النبات في تخصيص موارده لتكوين الأعضاء التناسلية.

خلال هذه المرحلة:

• تتشكل براعم الزهور على أطراف السيقان أو على أماكن معينة حسب الصنف.

• تزهر الأزهار عادة بلون أبيض، وردي أو أرجواني، وتحتوي على الأعضاء التناسلية المذكرة والمؤنثة.

• تبدأ عملية التلقيح، التي قد تتم ذاتياً داخل الزهرة أو بواسطة الحشرات.

تأثير الظروف البيئية في هذه المرحلة شديد، حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أو انخفاض الرطوبة إلى تراجع التلقيح وبالتالي نقصان المحصول.

5. مرحلة التخصيب وتكوين الثمار (Fruiting)

بعد التلقيح، تبدأ مرحلة تكوين الثمار والتي تظهر فيها قرون الفاصولياء التي تحتوي على البذور.

خصائص هذه المرحلة:

• يتطور المبيض في الزهرة إلى قرون تحتوي على عدد من البذور التي تختلف حسب الصنف.

• يتم ضخ الغذاء الناتج عن البناء الضوئي إلى الثمار لتغذية البذور النامية.

• يبدأ القرون بالنمو والانتفاخ تدريجياً حتى تصل إلى الحجم الكامل.

مدة هذه المرحلة تعتمد على نوع الفاصولياء وظروف النمو المحيطة، وتعتبر حساسة تجاه نقص الماء والعناصر الغذائية.

6. مرحلة النضج (Maturity)

تصل الثمار إلى مرحلة النضج عندما تكتمل البذور بداخلها ويصبح لون القرون واضحاً وجافاً عند بعض الأصناف.

في هذه المرحلة:

• يتوقف نمو النبات بشكل عام.

• تبدأ الأوراق في الاصفرار وتساقطها استعداداً لفصل جديد.

• تنخفض عمليات البناء الضوئي تدريجياً.

• تصبح البذور صلبة وجاهزة للحصاد.

يتم الحصاد عادة في هذه المرحلة للحصول على أعلى جودة من البذور.

7. مرحلة الحصاد والتخزين

بعد نضج الثمار، تأتي مرحلة الحصاد التي يجب أن تتم بحذر للحفاظ على جودة البذور.

• يتم قطع النباتات وتجفيفها لتقليل الرطوبة.

• تُفصل القرون عن السيقان وتُجفف أكثر إذا لزم الأمر.

• تُخزن البذور في أماكن جافة وباردة للحفاظ على حيويتها لفترات طويلة.

العوامل المؤثرة في نمو نبتة الفاصولياء

تتأثر مراحل نمو الفاصولياء بعدة عوامل أساسية تؤثر على جودة وكمية المحصول:

الخلاصة

تمر نبتة الفاصولياء بسلسلة متتابعة من المراحل الحيوية التي تبدأ بالإنبات مروراً بالنمو الخضري، والإزهار، وتكوين الثمار، وصولاً إلى النضج والحصاد. كل مرحلة تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث الظروف البيئية والتقنية الزراعية لضمان إنتاج محصول عالي الجودة. يعتمد نجاح زراعة الفاصولياء على مراقبة هذه المراحل وتوفير المتطلبات اللازمة للنمو في كل منها، مما يجعلها من المحاصيل التي تتطلب خبرة واهتماماً دقيقاً لتحقيق أفضل النتائج.

المراجع

1. وزارة الزراعة الأمريكية USDA, “Bean Production and Growth Stages”, 2021.

2. كتاب “زراعة البقوليات”، تأليف د. أحمد محمد عبد الله، دار النهضة العربية، 2019.